نعيم أهل الجنة اللهم اجعلنا من أهلها
أخبر الله تعالى أن أهل الجنة يتزينون بأنواع من الحلي، كما يتزينون بأنواعٍ من الثياب، قال - عز وجل - :{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}(33) سورة فاطر، وهذه الزينة هي زينة الحلي بالإضافة إلى الثياب، كما قال الله سبحانه وتعالى:{فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}(23) سورة الحـج، وقال - عز وجل - :{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}(33) سورة فاطر، {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}(21) سورة الإنسان، إذاً هذه الأساور وهذا الحلي من الذهب والفضة ومن اللؤلؤ، وهناك ذهب مرصع باللؤلؤ، كما هي قراءة الجمهور في قوله:{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}(23)
سورة الحـج . وعندنا قراءة: (من أساور من ذهب ولؤلؤٍ) فيكون الحلي لؤلؤ،
لكن من أساور من ذهبٍ ولؤلؤٍ يعني الأسورة مرصع باللؤلؤ، هذه الحلي لها ضوء
شديد، جاء في حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم)[1] رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
بعض
الناس اليوم من الرجال – أشباه الرجال – يتشبهون بالنساء فيلبسون أساور في
أيديهم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لعن المتشبهين من الرجال بالنساء[2].
وهذا اللعن حري بأن يعاقب صاحبه فيمنع من ذلك الحلي، إلا أن يتجاوز الله
عنه، ولذلك لو شاهد الواحد من هؤلاء اليوم فإنه يتذكر أنه بصبره على عدم
التشبه بالنساء، وأنه لا يلبس قسطاً ولا أساور ولا يلبس قلادة، وأن هذا من
شأن النساء، فإن هذا الرجل موعود بصبره وطاعته لربه إذا دخل الجنة بأساور
وحلي، فإنها ستكون في أيدي الرجال أيضاً، وتبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ
الوضوء، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -. رواه مسلم[3].
فإذا
أصبغت وضوءك يا عبد الله، وكذلك الأنثى إذا أسبغت وضوءها فإن الحلي سيبلغ
ما يبلغ الوضوء من المؤمن، ولذلك عندما يكون مسبغاً في مسحه لرأسه وغسله
لوجهه ويديه إلى المرفقين، ورجليه إن هذه مواضع حلي، وفي الدنيا معروف ما
تلبسه النساء من الحلي، فيوم القيامة سيكون حلياً آخر للرجال والنساء في
الجنة، فإن قال قائل: فالرؤوس ماذا يوضع عليها من الحلي؟ فالجواب: قال
النبي - صلى الله عليه وسلم - :(للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة – يعني للجنة – ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها)[4]
إذا يوضع على رأسه تاج الوقار، هذا التاج ليس التاج معنوي بمعنى أنه ليس
يرى وليس حسياً؟ كلا، بل هو تاج حسي فيه يواقيت، ولذلك قال: (ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها) وعن بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(من
قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس يوم القيامة تاجاً من نور، ضوءه مثل
ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان، لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بم كسينا
هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن)[5] رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني حسن لغيره.
وهم الملوك على الأسرة فوقها تلك الرؤوس مرصع التيجانِ
والحلي أصفى لؤلؤٍ وزبرجدٍ وكذاك أسورة من العصيانِ
ما ذاك يختص الإناث وإنما هو للإناث كذاك للذكرانِ
التاركين لباسهم في هذه الدنيا لأجـل لباسهم بجنـان
أوما سمعت بأن حليتهم إلى حيث انتهاء وجوههم بوزانِ
من أدوات الزينة لأهل الجنة الأمشاط والمباخر:
وقد
أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لهم أمشاطاً من الذهب والفضة،
وأنهم يتبخرون بعودٍ طيب، مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم، فقال عليه
الصلاة والسلام في ذكر صفة أهل الجنة:(آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوة - قال أبو اليماني: "أي العود" - ورشحهم المسك)[6]. رواه البخاري.
المجامر
كما قال في النهاية: "جمع مجمر ومجمر، فالمجمر بكسر الميم: هو الذي يوضع
فيه النار للبخور، والمجمر بالضَّم: هو الذي يتبخر به وأعد له الجمر"[7] وأما الألوة فقد قال النووي - رحمه الله - : "العود الهندي"[8]
وهو من أنفس الأنواع أو أنفس الأنواع، وقد يقال لرائحة العود إنما تفوح من
وضعها في النار، والجنة لا نار فيها، فيقال: إنها تشتعل بكل، ولو فرض أن
هنالك، وهذا الذي تشتعل فيه لا ضرر فيه ولا إحراق، أو يفوح بغير اشتعال،
والله على كل شيء قدير، ممكن أن يجعل العود يفوح بغير اشتعال، قال القرطبي -
رحمه الله - : "و قد يقال هنا أي حاجة في الجنة للامتشاط و لا تتلبد
شعورهم، و لا تتسخ، و أي حاجة للبخور و ريحهم أطيب من المسك؟ و يجاب عن
ذلك: بأن نعيم أهل الجنة و كسوتهم ليس عن رفع ألم اعتراهم، فليس أكلهم عن
جوع، و لا شربهم عن ظمأ، و لا تعليهم عن نتن، و إنما هي لذات متوالية، و
نعم متتابعة، ألا ترى قوله تعالى لآدم:{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}(118-119)
سورة طـه، و حكمة ذلك أن الله تعالى نعمهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون
به في الدنيا، و زادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله - عز وجل - "[9]
فإذاً الآن تركوا أواني من الذهب والفضة ما أكلوا فيها، ولا شربوا فيها،
ولا تبخروا فيها، منعوا أنفسهم من آنية الذهب والفضة إرضاءً لله، إذاً
يعوضهم الله يوم القيامة هذه المجامر وهذه الحلي، وأمشاط الذهب أيضاً فإنها
تزيدهم جمالاً إلى جمال.
فماذا عن خدمهم؟
أما
خدمهم فغلمان أمر في غاية النضارة والنعومة والجمال يطوف هؤلاء الغلمان
على أهل الجنة في كل وقتٍ بأشهى الأشربة والأطعمة بأجمل أكواب وأباريق،
وهؤلاء مخلدون، لا يبيدون ولا يكبرون ولا يتغيرون قال تعالى:{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ}(17-18) سورة الواقعة وقال - عز وجل - :{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا}(19) سورة الإنسان، وقال تعالى:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}(24)
سورة الطور، فيتحصل مما ورد في صفات هؤلاء أولاً: أنهم ولدان، والولدان
جمع وليد، ونهو الصغير من الأولاد الذي لم يبلغ، ويدل على أنهم ذكور قوله
تعالى:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ}(24)
سورة الطور. لأن الولد ممكن يكون ذكر أو أنثى، لكن الغلام يعني ذكر،
ففسروا الولدان بأنهم غلمان في الآية الأخرى، فإذاً هم ذكور، ثانياً: أنهم
مخلدون، وفي قوله: "مخلدون": ثلاثة أقوال للمفسرين:
الأول: مخلدون من الخلد، وهو البقاء يعني لا يهرمون ولا يتغيرون ولا يموتون، وهو قول ابن عباس ومجاهد ومقاتل وغيره.
القول
الثاني: مخلدون: يعني مقرطون بالخلدة في آذانهم، وجمعها خلد، وهي الأقراص،
كقولك: خلد جاريته إذا حلاها بهذا الخلد، وهي الخرصة، واحتجوا بأن الخلود
عام لكل من دخل الجنة، فلا بد أن يكون الولدان موصوفين بتخليد مختص بهم،
وذلك هو القرطة.
القول
الثالث: الجمع يبن القولين فقالوا: ولدان لا يعرض لهم الكبر والهرم، وفي
آذانهم هذه القراطة، فمن قال: مقرطون أراد هذا المعنى أن كونهم ولداناً أمر
لازم لهم"[10]هذه ذكرها ابن القيم في حادي الأرواح.
ثالثاً:
أنهم كاللؤلؤ المكنون، وهو اللؤلؤ المصون الذي لم يخرج من صدفه، في غاية
الحسن والجمال، شبههم بذلك لبهائهم ونظافتهم، وحسن منظرهم وملبسهم، رابعاً:
أنه شبههم باللؤلؤ المنثور، قال ابن القيم - رحمه الله - : "وشبههم سبحانه
باللؤلؤ المنثور لما فيه من البياض وحسن الخلقة، وفي كونه منثوراً
فائدتان: إحداهما: الدلالة على أنهم غير معطلين بل مبثوثون في خدمتهم
وحوائجهم. والثاني: أن اللؤلؤ إذا كان منثوراً ولا سيما على بساط من ذهب أو
حرير كان أحسن لمنظره، وأبهى من كونه مجموعة في مكان واحد"[11]
فإذاً هؤلاء الغلمان مبثوثون في الأماكن المختلفة أنى التفت رآهم، يدعو من
يشاء، وهذا يأتيه أيضاً يطوف عليه، يأتونهم يطوفون عليهم.
قال
ابن كثير - رحمه الله - : "يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان
الجنة، مخلدون أي على حالةٍ واحدة، مخلدون عليه لا يتغيرون عنها لا تزيد
أعمارهم عن تلك السن، ومن فسرهم بأنهم مخرصون في آذانهم الأقرطة فإنما عبر
عن المعنى بذلك، لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير"[12] وقوله تعالى:{إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا}(19)
سورة الإنسان، أي ذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم
وصباحة وجوههم، وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، ولا
يكون في التشبيه أحسن من هذا ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على
المكان الحسن.
وقال
قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو: "ما من أهل الجنة من أحدٍ إلا
يسعى عليه ألف خادم، كل خادمٍ على عملٍ ما عليه صاحبه، في مهمات مختلفة"[13]. تفسير ابن كثير.
لماذا كان الخدم في الجنة من الولدان الصغار؟
لعل
السبب - والله أعلم - أن الصغير لا يستحيا منه، فعندما يدخل على مخدوم من
أهل الجنة، وهو في قصره جالساً مع حوريته لا يخاف ولا تأخذه الغيرة، لأن
هذا صغير لا يشتهي النساء.
هل هؤلاء الولدان من أهل الدنيا؟ أو أنهم خلقوا خصيصاً لخدمة أهل الجنة؟ القول الأول: أنهم أولاد المسلمين الذين يموتون ولا حسنة لهم ولا سيئة لهم فيكونون خدم أهل الجنة، وولدان أهل الجنة، إذ الجنة لا أولاد فيها، قاله علي والحسن، وروى الحاكم عن الحسن في قوله:{وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}(17) سورة الواقعة قال: "لم يكن لهم حسنات ولا سيئات فيعاقبون عليها فوضعوا في هذا الموضع"[14] القول الثاني: أنهم أبناء المشركين الذين ماتوا وهم صغار، يعني كافر عنده ولد صغير مات – ذكر – فجعلهم الله خدماً لأهل الجنة، واحتج هؤلاء بما روى أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(سألت ربي اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم)[15] رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، وحسنه الألباني في سلسلته الصحيحة، فهم خدم أهل الجنة يعني الأطفال، وكذلك ما جاء في حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين؟ فقال:(أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة)[16] أخرجه ابن مندة في المعرفة، وأبو نعيم في الحلية، وهو صحيح بمجموع طرقه كما ذكره الألباني في سلسلته.
القول
الثالث: أن الله - عز وجل - ينشئهم في الجنة كما أنشأ الحور العين، وهذا
ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيميه، وتلميذه ابن القيم، قال ابن القيم:
"والأشبه أن هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة، فالحور العين خدماً لهم
وغلمانها، كما قال تعالى:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}(24)
سورة الطور، وهؤلاء غير أولادهم فإن من تمام كرامة الله تعالى لهم أن يجعل
أولادهم مخدومين معهم، وليسوا خادمين – مخدومين- أولاد المؤمن يدخلون معه
الجنة منعمين مخدومين ولا يكونون خدماً، بل يكونون مخدومين"[17] حادي الأرواح.
وقال
شيخ الإسلام - رحمه الله - : "والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من
خلق الجنة، ليسوا من أبناء الدنيا، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة
كمل خلقهم كأهل الجنة، على صورة أبيهم"[18] مجموع الفتاوى، وأهل الجنة يدخلون كلهم على أعمار ثلاثاً وثلاثين سنة.
هل يوجد في الجنة أغاني؟ هل لهم أغاني يسمعونها؟
قال تعالى:{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا}(25) سورة الواقعة، وقال:{لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا}(35)
سورة النبأ، قال ابن كثير في تفسيره: "أي لا يسمعون في الجنة كلاماً
لاغياً، أي غثاً، خالياً عن المعنى، أو مشتملاً على معنىً حقير أو ضعيف،
كما قال:{لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}(11) سورة الغاشية. أي كلمة لاغية"[19]وقال:{وَلَا تَأْثِيمًا}(25) سورة الواقعة، أي ولا كلاماً فيه قبح، {إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا}(26) سورة الواقعة، تسليم الملائكة عليهم، وتسليم بعضهم على بعض كما قال تعالى:{تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ}(23) سورة إبراهيم، وكلامهم أيضاً خالٍ من اللغو والإثم"[20]
فماذا يسمعون في الجنة؟
هم يسمعون كلام الملائكة، ويسلم بعضهم على بعض؟
لكن سماعهم لكلام الله ومخاطبة الله لهم ألذ وأشهى وأعظم في نفوسهم، وأجلى وهذا الكلام كما وصفه الله وأخبر عنه في قوله:{سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ}(58) سورة يــس، بوب البخاري عليه: "باب كلام الرب تبارك وتعالى مع أهل الجنة"[21]
وساق فيه أحاديث، فأفضل نعيم أهل الجنة رؤية وجهه تبارك وتعالى، وأفضل ما
يسمعونه في الجنة وألذ مسموع: صوت الرب - عز وجل - وهو يخاطبهم، وهو يسلم
عليهم، وإنكار هذا الكلام إنكار لنوعٍ من نعيم الجنة، بل هو أعلى نعيم
الجنة، وأفضل نعيم الجنة الذي ما طابت الجنة لأهلها إلا به.
ومن أراد أن يحرم نفسه فليحرم نفسه، وليقل أن الله لا يتكلم، لكنه - عز وجل - له كلام عظيم، له كلام يسمعه أهل الجنة.
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(إن
الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة؟ فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في
يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب؟ وقد أعطيتنا ما لم
تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي
شيءٍ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً)[22]رواه البخاري ومسلم
أهل الجنة يسمعون أيضاً كلام الملائكة، وهم يسلمون عليهم، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}(24) سورة الرعد.
إنهم
يهنئونهم بدخولهم، ويهنئونهم بسلامتهم، ويهنئونهم بالتقريب والإنعام
والإقامة في دار السلام، في جوار الصديقين والشهداء والرسل الكرام، وقال
تعالى:{وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}(75)
سورة الفرقان، من الله ومن الملائكة ومن بعضهم على بعض، والسلامة من
المنغصات والمكدرات، وقال - عز وجل - عن خزان الجنة الذين يخاطبون أهلها
فيقولون لهم:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}(73) سورة الزمر، فيقول أهل الجنة:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء}(74) سورة الزمر، فيقول لهم خزنتها {نعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}(74) سورة الزمر، قال علي بن الحسين : "فتقول لهم الملائكة: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين"[23] تفسير القرطبي
ويسمع أهل الجنة نداء المنادي من الملائكة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :(ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسأموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم
أن تنعموا أبداً فلا تبأسوا أبداً، فذلك قوله - عز وجل - :{وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(43) سورة الأعراف.[24] رواه مسلم.
أين الغناء؟ وهل يوجد غناء؟ مرة أخرى
الجواب:
نعم، يوجد غناء بلا ريب ولا شك، من مسموعات أهل الجنة: الغناء. ألم يصبروا
عن غناء الدنيا المحرم؟ وعن هذه الموسيقى؟ إن الموسيقى اليوم والغناء فتنة
عظيمة جداً؟ صار لها صناعة كاملة، قنوات، مواقع، أشرطة، أنواع من الحوافظ
الالكترونية التي تحفظها وتشغلها وتنشرها وتقنيات عالية في الأصوات تجعل
التأثير للموسيقى في النفوس عجيباً، إنها خمر حقيقي، إنه يذهب العقل، إنه
يسبب الخدر، إنه يهيئ النفس للرذيلة، إنه يطرد سماع كلام الرحمن، لا يجتمع
مع الغناء في جوف العبد، لا بد أن يخرج أحدهما صاحبه، ولذلك الذي يصبر عن
سماع الغناء اليوم ويعرض عن هذه القنوات وعن الأشرطة والأقراص المدمجة،
وأنواع المؤثرات الصوتية، هذه الأغاني والموسيقى والمؤثرات الصوتية اليوم
التي تسبب اللذة والنشوة والطرب، وتفعل في النفوس أحياناً أشد من فعل
الخمر، حتى أنهم ينتحرون بسببها، هيربي مسل، وبلاك مسل، أنواع من الأغاني
والموسيقى، الآن حتى عباد الشيطان لهم موسيقى خاصة يسمعونها، وكذلك الذين
يريدون النوم على الموسيقى الحالمة، والأكل في المطاعم الراقية، إنها جعلت
في كل مكان، أجهزة في الألعاب، الهاتف، موسيقى حتى في المساجد، لما صار هذا
الغزو للنفوس والقلوب بالغناء والموسيقى لا بد أن نعلم أن الصابر عنها
الممتنع عنها، المجاهد نفسها لكي لا يسمعها، لا بد أن يكون له أجر عظيم،
وأن يكون له بدلاً من هذا الذي منع نفسه منه، ما هو أفضل منه وأعلى بكثير،
يسمع أهل الجنة في الجنة غناء النساء، إنه يسمع غناء الحور العين، إن غناء
الحور العين لذيذ جداً، إنه يطرب النفس، إنه يجعل هذه النفس تتنعم بلذة
الصوت، وما يكون من حسنه، هذا الغناء الذي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم
- عن الحور العين وهن يغنين أزواجهن بكلامٍ لم يسمع مثله البشر قط، بهذا
الصوت ما سمع أحداً مثله أبداً، وسيأتي غناء الحور العين في صفة الحور
العين، وماذا يقلن في غنائهن؟
ما
هي صفات أهل الجنة الخلقية والخلقية؟ إنهم على أجمل الصفات وأكمل الهيئات،
إنهم على صورة آدم عليه السلام، قال صلى الله عليه وسلم: (خلق الله - عز وجل - آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً - ثم قال - : فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعاً)[25] رواه البخاري ومسلم
وهم جرد مرد مكحلون، أبناء ثلاث وثلاثين، كما قال عليه الصلاة والسلام:( يدخل أهل الجنة الجنة جرداً - والأجرد الذي لا شعر له في جسده - مرداً - وهو الذي لا لحية له - مكحلين، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة)[26] رواه الترمذي وصححه الألباني.
أيضاً: لا يبأسون كما قال عليه الصلاة والسلام:(ينادي منادٍ: إن لكم أن تصحوا فلا تسأموا أبداً
- صحة تامة، ما في أمراض ولا أوجاع ولا صداع ولا أسقام نفسية ولا بدنية،
ولا وصب، ولا نصب، لا يمكن، لا هم ولا غم ولا حزن، الجسد سليم، والصحة
تامة، والشباب موفور - وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، فذلك قوله - عز وجل - :{وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(43) سورة الأعراف، تقدم الحديث ورواه مسلم[27].
وقال عليه الصلاة والسلام:(من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه)[28] رواه مسلم.
وروى البيهقي عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعاً:(النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة)[29]
وذكره الألباني في سلسلته الصحيحة، النوم يقطع عن اللذة لأنه إذا نام غاب
عن الوعي، ولذلك أهل الجنة لا ينامون أصلاً، وهل هناك تعب يحتاجون منه إلى
إراحة الجسد، لا، ولماذا ينامون؟ والنوم يغيبهم عن الواقع، والواقع الذي
يعيشون فيه كله نعيم، ولذلك لا ينام أهل الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم:(أول
زمرةٍ تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكبٍ
إضاءةً، قلوبهم على قلب رجلٍ واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، لكل امرئٍ
منهم زوجتان - يعني على الأقل - كل
واحدةٍ منها يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرةً
وعشياً، لا يسقمون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة،
وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوة - العود الذي يتبخر به - ورشحهم - عرقهم - المسك)[30] رواه البخاري ومسلم.
وجاء في لفظ:(أخلاقهم على خلق رجلٍ واحد)[31] إذاً الأعمار واحدة، أيضاً: أهل الجنة مضيئون، لكن يتفاوتون في الإضاءة بحسب مراتبهم لأنه قال:(أول زمرةٍ تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر) فهذا إذاً منير، مضيء، قال:(والذين على إثرهم كأشد كوكبٍ إضاءةً) طبعاً هذا سيكون أقل من ضوء القمر، لكن لامع، مضيء، قال صلى الله عليه وسلم:(تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر)[32]
طبعاً هذا ليس هو حقيقة ما يكون، لكن يريد أن يقرب الصورة للأذهان، أما
الحقيقة لا يمكن أن ندركها، لكن يريد أن يقول إنها تضيء حقيقةً، ليست
الإضاءة معنوية، أو إضاءة، أو الإضاءة هنا مثلاً كناية عن شيء؟ إضاءة
حقيقية، ألا ترون القمر مضيئاً ليلة البدر إضاءة حقيقية، فكذلك؟ أما
الكيفية فلا يعلمها إلا الله، لا شك أن وجوههم أجمل من القمر ليلة البدر
بكثير، ولا مقارنة، هذه الرواية في البخاري وفي لفظٍ لمسلم:(ثم هم بعد ذلك منازل)[33] عرفنا أولهم كالقمر ليلة البدر، ثم كأشد كوكب في السماء إضاءة، ثم هم منازل.
إنهم
يسبحون والتسبيح والذكر هذا هل يأخذ منهم جهداً؟ هل هو يتعبهم؟ اللسان
والصوت إذا أكثر الإنسان الكلام يتعب، صوت، لكن في الجنة لا يتعبون من هذا،
ولا يجدون أي جهد أو مشقة، قال صلى الله عليه وسلم:(يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس)[34] رواه مسلم.
كيف تتنفس الآن؟ بشكل تلقائي – طبيعي – وغير متعب، هم يلهمون كذلك التسبيح كما نتنفس نحن.
قال
القرطبي: "هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام، ووجه التشبيه أن تنفس الإنسان
لا كلفة عليه فيه، ولا بد له منه، فجعل تنفسهم تسبيحاً، وسببه أن قلوبهم
تنورت لمعرفة الرب تبارك وتعالى، وامتلأت بحبه، ومن أحب شيئاً أكثر من
ذكره"[35] فتح الباري
كذلك: قال عليه الصلاة والسلام:(إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا .. ولا يبولون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون - لا بصاق ولا بلغم ولا لخاعة ولا لخامة - قالوا: فما بال الطعام؟ قال:(جشاء ورشح كرشح المسك)[36] رواه مسلم.
وعند أحمد من حديث زيد بن أرقم:(حاجة أحدهم عرق يفيض من جلودهم، يخرج من المسام مثل ريح المسك فإذا البطن قد ضمر)[37]رواه
أحمد وصححه الألباني. انهضم الطعام، وانضم البطن وصار متسعاً للمزيد، وفي
هذا نفي للجميع صفات النقص عنهم، قال ابن الجوزي - رحمه الله - : "لما كانت
أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال، لم يكن فيها أذى، ولا فضلة
تستقذر، بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريحٍ وأحسنه"[38]
قال القرطبي: "نعيم أهل الجنة من أكلٍ وشربٍ وكسوةٍ وطيبٍ ليس عن ألم جوعٍ
أو ظمأ أو عريٍ أو نتنٍ وإنما هي لذات متتالية، ونعم متوالية"[39]
وقال النووي: "مَذْهَب أَهْل السُّنَّة وَعَامَّة الْمُسْلِمِينَ أَنَّ
أَهْل الْجَنَّة يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، يَتَنَعَّمُونَ
بِذَلِكَ وَبِغَيْرِهِ، مِنْ مَلَاذّ وَأَنْوَاع نَعِيمهَا تَنَعُّمًا
دَائِمًا لَا آخِر لَهُ، وَلَا اِنْقِطَاع أَبَدًا، وَإِنَّ تَنَعُّمهمْ
بِذَلِكَ عَلَى هَيْئَة تَنَعُّم أَهْل الدُّنْيَا إِلَّا مَا بَيْنهمَا
مِنْ التَّفَاضُل فِي اللَّذَّة وَالنَّفَاسَة"[40]فهو
في التفاضل في الطعام والشراب واللباس والنساء ونهار وأشجار وعنب ورمان
ونخيل، لكن الكيفية تختلف، الطعم يختلف، قال النووي - رحمه الله - :
"دَلَّتْ دَلَائِل الْقُرْآن وَالسُّنَّة فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي
ذَكَرَهَا مُسْلِم وَغَيْره ، أَنَّ نَعِيم الْجَنَّة دَائِم لَا
اِنْقِطَاع لَهُ أَبَدًا "[41]
ما هي الأخلاق؟ وكيف هي؟
متوافقة عند الجميع، قال عليه الصلاة والسلام:(قلوبهم على قلب رجلٍ واحد) يعني متوافقة، متطابقة في الصفاء والجلاء، كلهم لا يحسدون، كلهم لا يحقدون، كلهم ما في صدورهم غل، قال:(لا اختلاف بينهم ولا تباغض)[42] وجاء عند مسلم:(أخلاقهم على خلق رجلٍ واحد)[43]
ما حال القوة البدنية؟
جاء عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع) قيل: يا رسول الله؟ أو يطيق ذلك؟ قال:(يعطى قوة مائة)[44] رواه الترمذي، وصححه الألباني للشواهد.
وفي حديث زيد بن أرقم مرفوعاً أيضاً قال:(والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع)[45]رواه أحمد وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة قلنا: يا رسول الله: نفضي إلى نساءنا في الجنة؟ فقال:(إي والذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء)[46]. رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
قال ابن القيم - رحمه الله - :
يعطى المجامع قوة المائة التي اجتمعت لأقوى واحد الإنسانِ
لا أن قوته تضاعف هكذا إذ قـد يكون أضعف الأركانِ
ويكون أقوى منه ذا نقصٍ من الإيمان والأعمال والإحسانِ
فإذا هم يتفاوتون أيضاً في هذا بتفاوت إيمانهم وأعمالهم.
ما هي أخبار الحور العين؟ وما هي أخبار نساء أهل الجنة؟
وهؤلاء
الذين صبروا عن الفواحش في الدنيا، وما وقعوا في الزنا رغم كثرة المغريات
والصور والأفلام والتبرج الحادث في الشوارع والأسواق والطرقات وهذه
الاتصالات وتطور وسائل الاتصالات، وما فيها من الجاذبية والإغراءات، ورغم
ما في هذه المجلات والشاشات، ورغم ما في هذه السبل الكثيرة للحرام
الموجودة، هؤلاء الذين حبسوا أنفسهم عن الحرام، وصبروا عن الحرام، وما
وقعوا في الحرام، وتابوا إلى ربهم من الحرام فلا بد أن يكون لهم مكافئة.
وعد
الله الصالحين بالزوجات الجميلات، كما وعد الصالحات بأنه ليس منهن امرأة
عازب، ولا رجل أعزب، كلهم في الجنة ذوو أزواج، من النساء ومن الرجال، قال
تعالى:{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ}(54)
سورة الدخان، والحور: جمع حوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة، نقية
اللون والجلد لبياضها، شديدة بيضاء العين وسواد سوادها، شديدة بياض
البياض، وشديدة سواد السواد، وقد شبههن تعالى بأنهن كأمثال اللؤلؤ المكنون،
فقال - عز وجل - :{وَحُورٌ عِينٌ}(22) سورة الواقعة {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}(23)
سورة الواقعة، واللؤلؤ المكنون هو المصون الذي لم يخرج من صدفه، وهو في
غاية الحسن والجمال والبهاء، وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(ولو أن امرأةً من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)[47] رواه البخاري، وحسبك شهادة لجمالهن الباهر، وأنه بلغ الغاية في الحسن والمنتهى في الجمال أن الله شهد بهذا فقال:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ}(70) سورة الرحمن، فيهن خيرات في الخلقة والأخلاق، جمعن بين جمال الظاهر وجمال الباطن.
أين حادي الهوى؟ وأين الدليل؟ ولدون الحسان أين السبيلُ؟
لا تلوموا فؤادي اليوم إن البوح في حبها جميل جميلُ
لو رأيتم جمالها حين تعلو هامة الحسن والخطى إذ تميلُ
لكرهتم نساءكم من هواها ولجـد الثرى لها والرحيـلُ
ويا لبكرٍ تلذ منها وتقضي معها ما تشاء وهي البتولُ
مهرها باهض ومن يخطب الحسناء يدني بمهرها ما يطولُ
أما
نساء الدنيا الصالحات القانتات لحافظات للغيب بما حفظ الله، نساء أهل
الدنيا من الصائمات القانتات، الذاكرات لله كثيراً فهن أفضل من الحور العين
جمالاً وجلالاً وقدراً وأخلاقاً، ومن كانت منهن ليست ذات زوجٍ في الدنيا
فإنها تزوج يوم القيامة في الجنة إذا دخلت الجنة بالصالحين من عباد الله
فقد تزوج بمن لم يتزوج ومات وهو من أهل الجنة، أو بغير ذلك مما يريده الله
تعالى، المهم أنها في شهوة عظيمة لذيذة طيبةٍ مباركةٍ من الرب - عز وجل -.
أما صفات الحور العين الخلقية:
أولاً: بياض البشرة وصفاؤها، كما قال تعالى:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ}(48) سورة الصافات {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ}(49) سورة الصافات، قال السدي: "بياض البيض حين ينزع قشره"[48]
إذا نزعت القشرة كيف ترى هذه البيضة في صفاءها ولينها ونعومتها وطراوتها؟
هي أعظم من ذلك، لكن يريد أن يقرب لك الصورة كي تحس أن هذا النعيم حقيقي،
وليس نعيماً وهمياً، لا، {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ}(49) سورة الصافات، واختاره ابن جرير لقوله: "مكنون" قال: "والقشرة العليا يمسها جناح الطائر، والعش وتنالها الأيدي بخلاف داخلها"[49] تفسير ابن كثير
وقيل: "إنه بيض النعام المكنون في الرمل، وهو عند العرب أحسن ألوان البياض"[50]وقيل: "اللؤلؤ قبل أن يبرز من صدفته" هذا البيض المكنون، وقيل غير ذلك.
وقال الله تعالى أيضاً في وصفهن:{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}(58) سورة الرحمن، قال مجاهد والحسن والسدي وابن زيد: "في صفاء الياقوت، وبياض المرجان"[51]
فالحور العين، بشرتهن بيضاء صافية كالمرآة، ويدل على ذلك حديث أبي هريرة -
رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أهل الجنة:(ولكل واحدٍ منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن)[52] رواه البخاري ومسلم.
وقوله:(مخ سوقهما من وراء اللحم)
المخ: ما في داخل العظم، والمراد وصفها بالصفاء البالغ، وأن ما في داخل
العظم لا يستتر باللحم والعظم والجلد، من رقتها ونعومتها وصفاءها ما في
داخل العظم لا يستتر بالجلد. وهذا في الداخل في غاية الجمال، فيراه من
خارج، ووقع عند الترمذي:(ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلةً حتى يرى مخها)[53] ونحوه لأحمد من حديث أبي سعيد وزاد:(فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة)[54] فتح الباري
وقد
فسر بعض المفسرين معنى الحور العين بالبياض وصفاء اللون، قال ابن
عباس:"الحور في كلام العرب البيض" وكذا قال قتادة: "الحور البيض" وقال
مقاتل: "الحور بيض الوجوه" وقال مجاهد: "الحور العين التي يحار فيهن الطرف
بادياً مخ سوقهن من وراء ثيابهن يرى الناظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقة الجلد، وصفاء اللون"[55] هذا عجب، عجب أن الثياب سبعين حلة ما تستر صفاء لونها، ويرى الناظر وجهه فيهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون.
تولد نور النور من نور وجهها فمازج طيب الطيب من خالص العطرِ
ثم جمال العيون واتساعها:
قال تعالى:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ}(48)
سورة الصافات، جمع عيناء وهي الواسعة العين، وجمعت أعينهن مع السعة صفات
الحسن والملاحة، قال ابن القيم عند شرحه لمعنى الحور العين: "والصحيح أن
الحور مأخوذ من الحور في العين، وهو شدة بياضها مع قوة سوادها، فهو يتضمن
الأمرين" قال: "والحور في العين معنىً يلتئم من حسن البياض والسواد،
وتناسبهما" - هذا البؤبؤ الشديد في السواد في هذه العين شديدة البياض
واكتساب كل واحدٍ منهما الحسن من الآخر، هذا شدة السواد يبتسم حسنه من شدة
البياض، وشدة البياض يتسم حسنه من شدة السواد، وهكذا، هذا الحسن المركب
بعضه من بعض هو بذاته جميل جداً، وإذا اجتمع مع غيره أجمل وأجمل - قال:
"وعين حوراء إذا اشتد بياض أبيضها وسواد أسودها، ولا تسمى المرأة حوراء حتى
يكون مع حور عينها بياض لون الجسد، والعين جمع عيناء وهي عظيمة العين من
النساء، ورجل أعين إذا كان ضخم العين، وامرأة عيناء والجمع عين، والصحيح أن
العين اللاتي جمعت أعينهن صفات الحسن والملاحة، قال مقاتل: العين حساء
الأعين ومن محاسن المرأة اتساع عينها في طول، طول شق العين، وضيق العين في
المرأة من العيوب"[56] حادي الأرواح
وكذلك ثالثاً في صفات الحور العين أنهن مطهرات من الأنجاس والأقذار:
قال تعالى:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(25) سورة البقرة، قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس: "مطهرة من القذر والأذى، فلا يحضن، ولا يحدثن، ولا يتلخمن"[57] قال مجاهد: "لا يَبُلْنَ ولا يتغوّطنَ ولا يحضْنَ ولا يلدن ولا يُمْنِين ولا يبزُقنَ"[58].
وقال قتادة: "طهرهن الله من كل بولٍ وغائطٍ وقذرٍ ومن كل مأثم"[59]
رابعاً: أسراب في السن:
قال - عز وجل - :{وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}(52) سورة ص، وقال سبحانه:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا}(35-37)
سورة الواقعة، قال ابن عباس وسائر المفسرين: "مستويات على سنٍ واحد،
وميلادٍ واحد، بنات ثلاث وثلاثين سنة" وقال مجاهد: "أتراب: أمثال" قال
إسحاق: "هن في غاية الشباب والحسن"[60] وقال أبو عبيدة وأبو إسحاق: "أقران، أسنانهن واحدة"[61]والمعنى من الإخبار بالسواء أسنانهن أنهن ليس فيهن عجائز، قد فات حسنهن، ولا ولائد لا يطقن الوطأة"[62] حادي الأرواح
خمسة: أبكار، قال تعالى:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}(35-36) سورة الواقعة، وقال:{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}(56) سورة الرحمن، قال المفسرون: "لم يطأهن ولم يمسهن ولم يجامعهن أحد" وقال أبو الهيثم: "يقال للمرأة طمست إذا أدميت بالافتضاض"[63] حادي الأرواح
والبكر
أفضل من الثيب، وعندما يطأ الرجل حوريته في الجنة ترجع بكراً مرةً ثانية،
هذا من أعجب العجب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - سئل: أنطأ في الجنة؟ قال:(نعم، والذي نفسي بيده دحماً دحماً، فإذا قام عنها رجعت مطهرةً بكراً)[64] أخرجه ابن حبان وصححه الألباني في سلسلته الصحيحة، قال الثعالبي في فقه اللغة: "الدحم شدة النكاح"[65] وقال ابن الأثير: "هو النكاح والوطء بدفعٍ"[66] النهاية
سادساً: كواعب:
قال - عز وجل - :{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا}(31-33)
سورة النبأ، الكواعب: جمع كاعب، وهي المرأة التي تكعب ثديها، وأصل اللفظة
من الاستدارة، والمراد أن ثديهن نواهد كالرمان، ليست متدلية إلى أسفل،
ويسمين نواهد وكواعب، هذا بالنسبة للخلقة، فماذا بالنسبة للخلق؟ فاسمع يا
عبد الله واسمعي يا أمة الله:
أولاً: قاصرات الطرف: وصفهن - عز وجل - بقصر الطرف في ثلاثة مواضع، قال تعالى:{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}(56) سورة الرحمن، وقال:{وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}(52) سورة ص، وقال:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ}(48)
سورة الصافات، والمفسرون كلهم على أن المعنى: قصرهن طرفهن على أزواجهن فلا
يطمحن إلى غيرهم، ولا يردن غيرهم، فلا يرين شيئاً أحسن في الجنة من
أزواجهن، قاله ابن عباس وقتادة وعطاء الخرساني وابن زيد.
وأنت
تعلم يا أيها الرجل أن من أعظم النعيم في الحياة الزوجية أن المرأة لا ترى
رجلاً أحسن من زوجها، وأن تكون مقتنعة به تمام الاقتناع، هذا متحقق تماماً
في الجنة إلى أقصى درجة، وقد ورد أن الواحد منهن تقول لبعلها: "والله ما
أرى في الجنة شيئاً أحسن منك، ولا في الجنة شيء أحب إليّ منك، فالحمد لله
الذي جعلك لي، وجعلني لك"[67] وقيل: قصرن طرف أزواجهن كلهن فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن، فهي قصرت طرف زوجها عليها من شدة جمالها.
ثانياً: أنهن عرباً:
قال - عز وجل - :{عُرُبًا أَتْرَابًا}(37)
سورة الواقعة، والعروب هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن
هيأتها ودلالها وجمالها ومحبتها، فهي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن
كلامها لا ينقضي، خصوصاً عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة، والنغمات
المطربة، وإن نظر إلى أدبها وصمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحاً وسروراً،
وإن برزت من محلٍ إلى آخر امتلأ ذاك الموضع منها ريحاً طيباً ونوراً، ويدخل
في ذلك الغنجة عند الجماع"[68] تفسير السعدي
قال صاحب تاج العروس: "العربة: هي الغنجة، والغنج في الجارية تكسرٌ وتدللٌ"[69]
وقال في أبجد العلو: "هو علم باحث عن كيفية صدور الأفعال الموزونة المهيجة
للشوق والميل الطبعي، التي تصدر عن العذارى والنسوان الفائقات الجمال
المتصفات بالظرف والكمال، إذا اقترن الحسن الذاتي بالغنج الطبعي كاملاً في
الغاية، وإن كان الغنج متكلفاً أو عرضياً يكون دون الأول، لكن كل شيء من
المليح مليح، وهذا الغنج إن وقع أثناء المباشرة وحال المخالطة والتقبيل
وغير ذلك كان محركاً لقوة الوقاع "[70]
إذاً الآن هو لو قال: الآن في نساء يتصلن بالهاتف، ونساء وصوت الواحدة
يسبي العقل، وهذا التكسر في الصوت، وهذا خضوع بالقول، وهذا يفسد القلب،
وهذا يجعل الإنسان كالأسير فنقول: اصبر عليه، اصبر عنه، فإنك إذا صبرت
ستسمع ما هو ألذ منه بكثير، وإنما الدنيا ساعة فاجعلها طاعة، وبعد ذلك
فإنما في الجنة سينسي كل ما في الدنيا من الصبر عن المحرمات وعلى الطاعة.
ثالثاً: طهارة من جميع الأخلاق السيئة:
قال تعالى:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(25) سورة البقرة، مطهرات من الأنجاس والأقذار هذه طهارة حسية، لكن أيضاً مطهرات من الأخلاق السيئة.
قال
ابن القيم - رحمه الله - : "وكذلك طهر باطنها من الأخلاق السيئة والصفات
المذمومة، وطهر لسانها من الفحش والبذاء، وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير
زوجها، وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ"[71] حتى الثياب.
ثم
ماذا جاء من التمتع بالحور العين، لا شك أنه يكون بالحواس المختلفة،
بالبصر لا يقع على أجمل منها، ولا يطمح إلى غيرها من جمالها، والكلام يلتذ
بسماعه والغناء، وهذا الغناء من أعظم النعيم من الحور العين، قال تعالى:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}(70) سورة الزخرف، هذا الدليل على أن الجنة فيها غناء، وأنهن يسمعن غناء الحور العين لأن قوله:{تُحْبَرُونَ}(70)
سورة الزخرف الحبر: اللذة والسماع، هذا الحبور، وهذا النعيم، حبرة، وقد
أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن العين في الجنان يغنين بأصواتٍ
جميلة عذبة، كما رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال:(إن أزواج أهل الجنة
ليغنين أزواجهن بأحسن أصواتٍ سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات
الحسان، أزواج قومٍ كرام، ينظرن بقُرّة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن
الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يضعنه)[72] رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني.
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ويا لذة الأسماع حين تكلمِ
أما الشم:
فأطيب ريحٍ يشم منهن، وقد جاء في الحديث الصحيح:(ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما - ما بين السماء والأرض - ولملأته ريحاً - يعني من طيبها - ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)[73] رواه البخاري.
أما الملامسة فبجميع معانيها:
قال تعالى:{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}(55) سورة يــس، ما هو الشغل؟ ما معنى فاكهون؟ {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ}(56) سورة يــس، قال ابن عباس وغيره: "شغلهم افتضاض الأبكار"[74] ويعطى الرجل في الجنة قوة مائة، فعن أنسٍ - رضي الله عنه - عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع) قيل: يا رسول الله أو يطيق ذلك؟ قال:(يعطى قوة مائة)[75] حديث صحيح.
هذه
الحوراء إذا كانت لزوجٍ صالحٍ له زوجة في الدنيا تؤذيه فإنها تغار عليه من
المؤذية هذه، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث العجيب الصحيح الذي
رواه أحمد والترمذي:(لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا)[76]
قال رجل لزوجته: لا تؤذيني ترى الآن الحوراء تدعي عليك، قالت: اضمن الجنة
أول فما ظنك بامرأةٍ إذا ضحكت في زوجها أضاءت الجنة من ضحكها، وإذا انتقلت
من قصرٍ إلى قصرٍ قلت: هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها -
فاكهته بالكلام وحادثته - فيا حسن تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيا لذة تلك
المعانقة والمخاصرة.
وحديثها السحر الحلال إن طال لم يمل:
وود المتحدث أنها لا توجز، وإن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع، وإن آنست وأمتعت فيا حبذا تلك المآنسة والإمتاع:
فيا خاطب الحسناء إن كنت باغياً فهذا زمان المهر فهو المقدمُ
وكن مبغضاً للخائنات لحبها فتحظى بها من دونهن وتنعمُ
وصم يومك الأدنى لعلّك في غدٍ تفوز بعيد الفطر والناس صومُ
كم للرجل من زوجة في الجنة وكم عدد الزوجات؟
مر معنا أن لكل واحد منهم زوجتان، ولكن هنالك أحاديث أخرى تدل على أن لبعضهم أكثر، فقد قال عليه الصلاة والسلام:(في الجنة خيمة من لؤلؤةٍ مجوفة - واسعة التجويف - عرضها ستون ميلاً، في كل زاويةٍ منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن)[77]
هذه الزوايا أكثر من ثنتين، وكل واحدة فيها أهل، معناها أكثر من اثنتين،
والحديث رواه مسلم، والأهل لا يرى بعضهم بعضاً، وعن أبي هريرة - رضي الله
عنه - قال: قلنا: يا رسول الله نفضي إلى نساءنا في الجنة؟ قال:(إي والذي نفسي بيده، إن الرجل ليفضي إلى الغداة الواحدة إلى مائة عذراء)[78] رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني وقد تقدم:(دحماً دحماً)[79] وروى الترمذي وابن ماجه عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(للشهيد
عن الله ست خصال، يغفر له في أول دفعةٍ، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من
عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة
منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين)[80]رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في سلسلته.
فما المقصود إذاً بزوجتين؟
الرواية
الأولى، قال بعض العلماء: "زوجتان من نساء الدنيا" وهو فهم أبي هريرة وهو
راوي الحديث في صحيح مسلم، ورد في ذلك أحاديث لكنها شديدة الضعف، وقيل:
"فلم يبق عندنا مستند لهذا القول إلا قول الصحابي وأنعم به" وقيل: المراد
أن لكلٍ منهم زوجتان موصوفتان بأن يرى مخ ساقيها من ورائها، وهذا لا ينافي
أن يحصل لكلٍ منهم كثير من الحور العين غير البالغة إلى هذه الغاية،
فقالوا: حديث الثنتين في التي يرى مخ ساقها، والأكثر التي لا يرى مخ ساقها
ليس لها هذه الميزة جمعاً بين الروايات.
وقيل:
المراد أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان، وهذا ما ذهب إليه ابن حجر - رحمه
الله - وقد ورد حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعاً في هذا، قال
عليه الصلاة والسلام:(إن أدنى أهل الجنة منزلةً...) وذكر فيه:(ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، قال فيقول: ما أعطي أحد مثلما أعطيت)[81]يظن
نفسه أعلى واحد، هذا أدنى واحد، رواه مسلم، فكيف يتساوى مع من هم أعلى منه
درجةً؟ وفي هذه الأقوال الثلاثة قوة، ولا تعارض بينها، ويؤيد الثاني
والثالث ما جاء عن الدارمي: "ما في الجنة أحد إلا له زوجتان، إنه ليرى مخ
ساقهما من وراء سبعين حلة ما فيها من عزب"[82]
قال المحقق الشيخ حسين سليم أسد: إسناده صحيح، ويؤيد الأول فهم الصحابي
أبي هريرة - رضي الله عنه - وأجاب بعضهم باحتمال أن تكون التثنية تنظيراً
لقوله تعالى:{جَنَّتَانِ}(46) سورة الرحمن و{عَيْنَانِ}(50) سورة الرحمن، ونحو
ذلك، أو المراد تسمية التكثير والتعظيم نحو: لبيك وسعديك، ليس المقصود
بالسعدين اثنين فقط؟ كثير، ولا مفهوم لها هذه التسمية والمقصود الكثير،
وهذا عليه ملحظ، على هذا التوجيه فإذاً: ممكن نقول من أوجه الأقوال: أقل
واحد عنده ثنتين من الحور العين، أقل واحد، لكن هذه الزيادة ما فيها من عزب
مهمة في بيان الأمر للنساء عندما يقلن الرجال لهن الحور العين فماذا
للنساء؟ نقول: هي مقدومة، مزوجة، ليست عزباء، لا يوجد في الجنة امرأة بلا
زواج، يزوجها الله تعالى، والنساء في الجنة نعيمهن عظيم، وليس نعيم الجنة
خاص بالرجال، حتى هذه الشهوة للجماع ولغيرها للنساء أيضاً لأن الله قال عن
الجنة:{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}(133) سورة آل عمران.
يعني من الجنسين، وقال - عز وجل - :{وَمَن
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}(124) سورة النساء، وقال - عز وجل - :{مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(97)
سورة النحل، ولما ذكر الله تعالى هذه المغريات الموجودة في الجنة بأنواع
المأكولات والمناظر الجميلة والملابس والمساكن فإن ذلك يعم الجنسين، الذكر
والأنثى لأن أم عمارة الأنصارية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
يا رسول الله ما أرى كل شيءٍ إلا للرجال؟ وما أرى النساء يذكرن بشيءٍ،
فنزلت هذه الآية:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ
وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ
وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ
فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}(35) سورة الأحزاب، رواه الترمذي، وهو حديث صحيح[83].
إذاً
كل ما يذكر من نعيم في الجنة للرجال والنساء، ولكن يتساءل الكثير من
النساء لأن الله قد أغرى الرجال وشوقهم بذكر الحور العين، والشهيد له اثنين
وسبعين من الحور العين، والنساء الجميلات ذكر وصف الحور العين بهذه الدقة
فما هو المقابل للنساء؟ الجواب: إن من طبيعة النساء الحياء كما هو معلوم،
ولذلك من حكمته تعالى أنه لم يذكر لهن في تشويقهن للجنة ما يستحين منه، ولو
ذكر لنا كيف تشتهي في الجنة؟ وماذا يكون حالها؟ لاستحت، تستحي، وإلا لها
موجود، موجود بلا ريب ولا شك، ولذلك لو ضربنا مثلاً لذلك في الدنيا عندما
يكون الابن شديد البر لأبيه لا يرى والده حرجاً في أن يتحبب إلى ابنه
البار، وأن يعده بتزويجه من أجمل الفتيات، ويصف له ما في خاطره وذهنه وعقله
أن يزوجه إياها، لكن الأمر ذاته لا يحدث عندما تكون البنت بارة بأبيها،
ويريد أن يحدثها بنيته في تزويجها، فهو لا يقول: أريد أن أزوجك رجلاً كذا
وكذا وكذا من صفته، لأن البنت تتحرج بفطرتها من الإصغاء إلى هذا الكلام،
ولذلك عدم ذكره لا يدل على عدم وجوده، بل موجود هذه المسائل، الشهوة واللذة
وكلها للنساء موجودة، وافرة، تامة، ألم يقل الله تعالى:{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}(35)
سورة ق، فما تشاؤه المرأة، وما تهواه موجود ومهيأ، لكن هذا الكلام المحفوظ
المصون لها المناسب لحيائها، وأيضاً نلاحظ أن الله لما شوق الشهداء للحور
العين كلف الرجال بالجهاد، ولم يكلف النساء بالجهاد، فناسب أن يقول: للشهيد
كذا كذا، وأيضاً فإن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة، ولذلك
يقال لمن يلوم زوجته على عدم مجاراتها له دائماً في شهوته مما يقال له في
التهوين عنه في هذه المسألة، يقال له: ليست شهوة المرأة للرجل كشهوة الرجل
للمرأة، فراع هذا فيها، ولو كان هذا موجود فيهن لكثر الفساد في النساء
أضعاف مضاعفة، هم الآن مصيبة فكيف لو كان مثله؟ ولذلك في أشياء خلقية تتعلق
بالخلقة والصفات والحياء، مراعاة في قضية عدم تنصيب أشياء للنساء في مسائل
الشهوة في الجنة مثل ما للرجال، ومن تأمل في هذا عرف، فلذلك لا ينبغي أن
تحس المرأة الصالحة أبداً أن هناك نقصاً، أو أنها ليس لها مثل الرجل أو
أنها ممنوعة ومحرومة؟ أبداً، هذا لا يمكن في الجنة، فيها ما تشتهيه الأنفس،
فإذا اشتهت هي موجود كل ما تشتهيه، أليست نفساً؟
أما أحوال المرأة في الجنة مع زوجها في الدنيا وغير المتزوجة فهناك حالات لا تخرج عنها المرأة.
أولاً: إما أن تموت قبل أن تتزوج.
ثانياً: أن تموت بعد طلاقها ولا تتزوج بآخر.
ثالثاً: أن تكون متزوجة، ولكن لا يدخل زوجها الجنة، هذا فرعون زوجته آسيا هو في النار، وهي في الجنة.
رابعاً: أن تموت بعد زواجها، وهي في عصمة زوجها.
خامساً: أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوجٍ حتى تموت.
سادساً:
أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره، فما مصيرها في الجنة. بناءً على هذه
الحالات؟ أما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فإن الله تعالى يزوجها بمن تقر
عينها به في الجنة، لأن الزواج من جملة النعيم الذي وعد به أهل الجنة، وهو
مما تشتهيه النفوس، وتتطلع إليه، ماتت بنت لم تتزوج في الجنة متزوجة قطعاً
لأن هذه الشهوة لا يحرم منها أحد في الجنة، لا ذكر ولا أنثى، ولذلك ذكروا
في المرأة تموت بجمعٍ شهيدة، البكر تموت بغشائها لم تمس، وأنها شهيدة، يعني
ماتت عفيفة، ماتت على عفة، لذلك هذه البنت التي ماتت ولم تتزوج، أو لو
صارت عجوز عمرها ثمانين سنة وماتت، ما تزوجت مزوجة في الجنة لو دخلت الجنة،
مزوجة، وأمرها معروف، وليس في هذا شك لأن الله لما قال:{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ}(71) سورة الزخرف، والمرأة نفس وتشتهي، إذاً لا بد أن تتزوج، وقال تعالى:{وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ}(71) سورة الزخرف.
ويؤكد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(وما في الجنة أعزب)[84]
ما: نافية، (ما في الجنة أعزب) لا ذكر ولا أنثى، ما في أعزب، قال الشيخ
ابن عثيمين - رحمه الله - : "إذا لم تتزوج - أي المرأة في الدنيا - فإن
الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنة، فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً
على الذكور، وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم الزواج، فكيف تدخل
الجنة وتحرم منه؟ ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة، وكذلك المرأة التي لم
يدخل زوجها الجنة، لو زوجها مرتد - كافر - وهي مؤمنة؟ هو لن يدخل الجنة
أبداً؟ لكن هي ما ذنبها؟ فلذلك تزوج في الجنة، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه
الله - : "فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج، أو كان زوجها ليس من
أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من
الرجال، أي فيتزوجها أحدهم"[85]
وأيضاً: في رجال يدخلون الجنة وزوجاتهم لا يدخلن الجنة؟ نوح ولوط عليهما
السلام، زوجة نوح وزوجة لوط خانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيلا
ادخلا النار مع الداخلين وقد قيل: إن مريم عليها السلام تكون من زوجات
نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن مالها زوج، وهكذا وآسيا امرأة
فرعون، إذاً: فلتطمئن المرأة لهذا تمام الاطمئنان، بقينا في ماذا؟ المرأة
التي ماتت بعد زواجها، أو مات عنها زوجها؟ فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت،
كلاهما دخل الجنة ما هي النتيجة؟ هي زوجته في الجنة؟ فإذا كان الزوجان من
أهل الجنة فإن الله تعالى يجمع بينهما فيها، بل يزيدهم من فضله فيلحق بهم
أبنائهم ويرفع درجات الأدنى إلى الأعلى، ويلحقه بمن فوقه، كما قال - عز وجل
- عن دعاء حملة العرش من الملائكة يدعون للمؤمنين:{رَبَّنَا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ
آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ}(8) سورة غافر، وقال - عز وجل - :{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(21) سورة الطور، لو
الأب أعلى! من قرة العين التي يعطيها الله - عز وجل - للأب أن يلحق به
ولده إذا دخل الجنة، ولو كانت مرتبة الولد أدنى يرفعه الله للأب لتقر عينه،
وقال - عز وجل - :{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}(23) سورة الرعد، وقال:{هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ}(56) سورة يــس، وقال:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}(70)
سورة الزخرف، ماذا بقي لدينا؟ المرأة التي تزوجت في الدنيا بأكثر من زوج؟
فإن من فارقها بطلاق حل زواجه بطلاقها، فتعين افتراقهما في الآخرة كما
افترقا في الدنيا، هذا جواب والله أعلم على سؤال من سأل واحد طلق زوجته
ومات فهل تكون معه في الجنة؟ ولو جاء فقال: أصلاً أنا مطلقها ما أبغاها في
الدنيا تجيني في الجنة؟ نقول له: أول شيء: ادخل الجنة أول، ادخل الجنة
ويكون خير، ثانياً: قال بعض العلماء: إنها لا تكون معه، حل زواجه بالطلاق،
انتهت العلاقة، صار مثله مثل أي رجل أجنبي عنها، وهي امرأة أجنبيه عنه،
فأين يكون مصيرها لو ماتت بدون زواج؟ فنقول: ستزوج في الجنة ولا بد، وأما
المرأة التي تزوجها أكثر من شخص بعد موت الأول تزوجت الثانية طلقها الثاني
تزوجها الثالث مثلاً، فمع من تكون من هؤلاء؟ للعلماء في هذه المسألة ثلاثة
أقوال:
الأول: أنها تكون مع أحسنهم خلقاً كان معها في الدنيا.
الثاني: أنها تخير بينهم.
الثالث:
أنها لآخر أزواجها، احتج من قال أنها تكون مع أحسنهم خلقاً فيما جاء عن
أنس أن أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت يا رسول الله
المرأة يكون لها زوجان في الدنيا، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة لأيهما
تكون؟ للأول أو للآخر؟ قال:(لأحسنهما خلقاً كان معها، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة)[86] التذكرة
في أحوال الموتى وأمور الآخرة، ولكن الحديث ضعيف جداً، ومما نص على ضعفه
ابن عدي، والذهبي والعراقي والألباني، وابن عدي في الكامل، وابن الجوزية في
العلل المتناهية، فننتقل إلى القول الثاني: تخير بين أزواجها، فذكره
القرطبي بصيغة التمريض، وقيل: إنها تخير إذا كانت ذات أزواج"[87] كما في كتابه التذكرة.
ولعل مستند هذا القول أن الله وعد المؤمنين في الجنة بأن لهم ما تشتهيه الأنفس، وقال:{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(71)
سورة الزخرف، وهذا معناه أنها تختار من تشاء منهم. رجحه الشيخ ابن عثيمين
في فتاواه، وأما من قال أنها تكون لآخرهم في الدنيا فله عدة أدلة في
الحقيقة:
أولاً:
ما رواه الطبراني عن عطية بن قيس الكلاعي قال: خطب معاوية بن أبي سفيان أم
الدرداء الصغرى بعد وفاة زوجها؟ من هو؟ أبو الدرداء الصحابي، فقالت: أم
الدرداء، إني سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول:(أيما امرأةٍ توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجه)[88]
وما كنت لأختارك على أبي الدرداء. أنا أريد زوجي الأول، تقدم معاوية
لخطبتها رفضته، قالت: أريد أن أموت وأنا على زوجي الأول، الحديث فيه خلاف.
ضعفه الهيثمي والعراقي وصححه الألباني، وقال البوصيري إسناده رجاله ثقات،
وأخرج أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان عن ميمون بن نهران عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(إن المرأة لآخر أزواجها)[89]ورجال
الحديث ثقاة مشهورون وصححه الألباني في سلسلته، وروى ابن عساكر عن عكرمة
أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت
أباها فشكت إليه ذلك، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا
كان لها زوج صالح، ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة، قال
الشيخ الألباني: ورجال ثقاة إلا أن فيه إرسالاً لأن عكرمة لم يدرك أبا بكرٍ
إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكرٍ والله أعلم.
فأقوى
الأقوال الثلاثة من جهة الأدلة: القول الثالث: أن المرأة لآخر أزواجها في
الدنيا، والقول الذي يليه في القوة أنها تخير، وبما أنها لها في الجنة لها
ما تشتهيه النفس تخير، على أنها لو كانت لآخر أزواجها لا إشكال، لأنها
عندما تعطى لهذا الزوج وهو آخرهم، تكون أشد شوقاً إليه، ما تفكر بغيره،
خلاص تتغير طباع الداخلين للجنة، لذلك فليس في الجنة عجوز، ليس في الجنة
مسن، ومن صفات نساء الدنيا في الجنة يكن في الجنة شابات، أبكار، جمعيهن على
سنٍ واحدة كما ورد في الحور العين فليس في الجنة عجوز ولا ثيب، وقد أخبر
تعالى أنه يعيدهن جميعاً إلى سن الشباب، قال تعالى:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}(35-36)
سورة الواقعة، إنا أنشأناهن إنشاء يعني نشأة غير النشأة التي كانت في
الدنيا، فهذه نشأة كاملة لا تقبل الفناء، فجعلناهن أبكاراً، يعني صغارهن
وكبارهن، وهذا يشمل الحور العين ويشمل نساء الدنيا، وأن هذا الوصف والبكارة
ملازم لهن في جميع الأحوال، فهذه المرأة لو تزوجت كذا زوج في الدنيا واحد
وراء واحد، يوم القيامة إذا دخلت الجنة تدخل بكراً، تكون بكراً، وقوله:
عرباً، المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها وحسن هيأتها وجمالها ومحبتها
وتقدم أيضاً معنى أتراباً، وأنهن في سن الثلاث والثلاثين جميعاً، هل الواحد
عنده زوجتان في الجنة فهو في نكد من ضرائر وما بين الزوجات من الإيذاء؟
لا، ليس بينهن هذا أبداً، هذا من التغيير الذي يطرأ على نساء الجنة، ما في
غيرة من بعضهن من بعض، فهن مؤتلفات راضيات، مرضيات، لا يحزن، ولا يحزن،
أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار في مخالطتهن، وقد روى الترمذي في
الشمائل عن الحسن قال: أتت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة؟ قال: يا أم فلان:(إن الجنة لا تدخلها عجوز)[90] فولت تبكي، فقال:(أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا}(35-37) سورة الواقعة، حديث حسن.
أيهما أجمل؟ نساء الدنيا الصالحات اللاتي يدخلن الجنة؟ أو الحور العين المخلوقات من الجنة لأهل الجنة من الرجال؟
بين
ابن القيم - رحمه الله - أن نساء الدنيا يكن أجمل من الحور العين في
الجنة، لماذا؟ لأنها صبرت وصابرت، وتعبت وعبدت وذكرت ودعت، وعملت الصالحات،
وآمنت، ودخلن الجنة جزاءً على أعمالهن وإحسانهن، أما الحور العين الله
خلقهن في الجنة ثواباً وجزءاً لأهلها فلا يوجد عندها مجاهدة نفس، ولم يوجد
عندها مصابرة على الحرام، ولم يوجد عندها هذه الأعمال التي فيها التعب
والنصب والمشقة، فلذلك صارت المرأة التي تدخل الجنة من أهل الدنيا أجمل
وأحسن وأرفع قدراً وشأناً من الحورية المخلوقة في الجنة، فالأولى ملكة
سيدة، قال: "وأما الحور العين فإنما خلقهن الله في الجنة ثواباً وجزاءً
لأهلها من الرجال، وشتان بين من دخل في الجنة جزاءً على عملها الصالح، وبين
من خلقت ليجازى بها صاحب العمل الصالح، فالأولى ملكة سيدة آمرة، والثانية
على عظم قدرها وجمالها إلا أنها لا شك دون الملكة، وهي مأمورة من سيدها
المؤمن الذي خلقها الله تعالى جزاءً له"[91]وقد
سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - هل الأوصاف التي ذكرت في الحور العين
تشمل نساء الدنيا؟ فأجاب: "الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكن خيراً من الحور
العين حتى في الصفات الظاهرة"[92] والله أعلم.
هل الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟
دلت
السنة على أن أكثر أهل النار النساء هذا معروف في حديثٍ آخر، رواه البخاري
ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- :(أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء)[93]وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال:(تكثرن اللعن، وتكفرن العشير)[94]يعني
نعمة الزوج، وفي صحيح مسلم: كان لمطرف بن عبد الله امرأتان فجاء من عند
إحداهما فقالت الأخرى: جئت من عند فلان. فقال: جئت من عند عمران بن حصين،
فحدثنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(إن أقل ساكني الجنة النساء)[95]طبعاً
هذا حديث حق، لكن أراد أن يعظ به زوجته. لذلك اختلف أهل العلم أيهما أكثر
في الجنة الرجال أم النساء؟ وهو خلاف قديم، روى البخاري ومسلم واللفظ له عن
محمد بن سيرين قال: "إما تفاخروا وإما تذاكروا، الرجال في الجنة أكثر أم
النساء؟ "[96]وفي
رواية لمسلم أيضاً: (اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر؟ فسألوا أبا
هريرة فقال أبو هريرة - رضي الله عنه - : "أولم يقل أبو القاسم - صلى الله
عليه وسلم -:(لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب)[97]
يعني يقصد أبو هريرة - رضي الله عنه - إذا كل واحد من الرجال له زوجتان من
الحور العين إذا أخذت على مجمل النساء الإناث اللاتي منهن الحور العين،
والنساء الصالحات في الدنيا، دخلن الجنة المجموع سيكون للنساء أكثر، فالقول
الأول: أن النساء أكثر لهذا الحديث، وهو قول أبي هريرة - رضي الله عنه -
الثاني: أن الرجال أكثر لأن النزاع إنما هو في نساء الدنيا ورجال الدنيا،
يعني إذا قارنا الرجال الذين سيدخلون من أهل الدنيا، والنساء اللاتي سيدخلن
الجنة من أهل الدنيا أيهما أكثر؟ فاستدلوا بحديث:(وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)[98]
على أن الرجال أكثر، أما حديث أبي هريرة فليس فيه أن هاتين الزوجتين هما
من نساء الدنيا، والظاهر أن هذا من فهم أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ابن
القيم - رحمه الله - في حديث أبي هريرة: "والظاهر أنهن من الحور العين"[99]
ثنتين من المذكورتين أن الثنتين المذكورتين من الحور العين، ويدل لذلك ما
رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: (لكل امرئٍ زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم) لكن قد يقال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سبب كونهن أكثر أهل النار وهو قوله:(بكفرهن) قيل: يكفرن بالله؟ قال:(يكفرن العشير)[100]ويكفرن
الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك
خيراً قط، متفق عليه، وهذا يقتضي أن السبب في دخولهن النار ليس الكفر
بالله، ولا يقتضي هذا الكفر – كفر نعمة الزوج – لكن تعذب عليه، ثم تخرج
وحينئذٍ فالاستدلال بأن أكثر أهل الجنة الرجال لأن الحديث الآخر أكثر أهل
النار النساء، لا يستقيم هنا من جهة أن هؤلاء النساء يخرجن بعد ما ينلن من
العذاب، ويدخلن الجنة، فيزداد عدد النساء في الجنة، فلا يلزم أن يظل الأمر
على ما كان عليه بعد خروج نساء أهل التوحيد من النار بالشفاعة، وغير ذلك من
الأٍسباب يزيد عددهن، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ويجاب بأنه لا
يلزم من أكثرهن في النار نفي أكثرهن في الجنة، لكن يشكل على ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم في الحديث الآخر:(اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنها النساء)[101]ويحتمل
أن يكون الراوي رواه بالمعنى الذي فهمه من أن كونهن أكثر ساكني النار يلزم
منه أن يكن أقل ساكني الجنة، وليس ذلك بلازم لما قدمته.
يعني
أنهن إذا جوزين وعوقبن سيخرج من النار، ويدخلن الجنة، أو بالشفاعة، فهذا
بالنسبة لهذا الأمر، وعلى أية حال لا يفيد كثيراً البحث في هذا الموضوع،
ولكن قد يحصل تنافس بين النساء والرجال، ويحصل السؤال أكثر أهل الجنة
النساء وإلا الرجال؟ لأن الأمر محسوم في النار، فماذا بالنسبة للجنة؟
اعمل لدار البقاء رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسلٍ والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً تسبح الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها بركعةٍ في ظلام الليل يخفيها
أو سد جوعة مسكينٍ بشبعته في يوم مسغبةٍ عمن غلا فيها
الآن
الغلاء في بعض البلدان الآن التي يقصفها اليهود عجب، بطاقة شحن، ما كنت
صراف ما فيها فلوس، الناس تبحث عن اللقمة، مشردون في كل مكان، أو سد جوعة مسكين بشبعته في يوم مسغبةٍ عمن غلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
كيف
يقدر قدر دارٍ غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته
وكراماته، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع
الخير بحذافيره، فإن سألت عن أرضها وتربتها المسك والزعفران، وإن سألت عن
سقفها فهو عرش الرحمن، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأزفر، وإن سألت عن
حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها فلبنة من ذهب، ولبنة من
فضة، وأشجاها ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب، وكذلك ورقها أحسن ما
يكون، وأنهارها من لبنٍ وخمرٍ وعسلٍ وماءٍ وطعامها هذه الفاكهة يتخيرونها
ولحم الطير مما يشتهون، والشراب التسنيم والزنجبيل والكافور، نسأل الله
سبحانه الله تعالى أن يجعلنا من أهلها، وأن يرزقها الفوز بها، وأن يعلي
درجاتنا فيها، وأن يرزقنا الفردوس الأعلى، اللهم إنا نسألك العتق من
النيران، والفوز بالجنان، يا رحيم يا رحمان، وصلى الله وسلم على نبيا محمد.
[1] - سنن الترمذي - (ج 9 / ص 85 - 2461) كِتَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَاب
مَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ومسند أحمد - (ج 3 / ص 381 -
1371) وصحيح وضعيف سنن الترمذي - (ج 6 / ص 38) تحقيق الألباني:صحيح ،
المشكاة ( 5637 / التحقيق الثاني)
[2] - صحيح البخاري - (ج 18 / ص 239 - 5435) كِتَاب اللِّبَاسِ بَاب الْمُتَشَبِّهُونَ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجَالِ
[3] - صحيح مسلم - (ج 2 / ص 55 - 368) كِتَاب الطَّهَارَةِ بَاب تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ
[4] -
سنن الترمذي - (ج 6 / ص 226 - 1586) كِتَاب فَضَائِلِ الْجِهَادِ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاب فِي ثَوَابِ
الشَّهِيدِ وصحيح الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 67) 1375 - ( صحيح )
[5] - المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 5 / ص 151 - 2042) وصحيح الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 80 - 1434) ( حسن لغيره )
[6] -
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 23 - 3006) كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ بَاب مَا
جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ. وفي - (ج 11 / ص 24 -
3007)
[7] - النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 807)
[8] - شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 217 - 5063)
[9] - التذكرة للقرطبي [ جزء 1 - صفحة 548]
[10] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 147]
[11] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 147]
[12] - تفسير ابن كثير - (ج 8 / ص 292) سورة الإنسان
[13] - تفسير ابن كثير - (ج 8 / ص 292) سورة الإنسان
[14] - تفسير القرطبي - (ج 17 / ص 203)
[15] - المعجم الأوسط للطبراني - (ج 13 / ص 197 - 6119) تحقيق الألباني:( حسن ) انظر حديث رقم : 3592 في صحيح الجامع .
[16] - السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 3 / ص 452 - 1468)-(صحيح)
[17] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 148]
[18] - مجموع الفتاوى[ جزء 4 - صفحة 279]
[19] - تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 525) سورة الواقعة
[20] - تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 525) سورة الواقعة
[21] - في كِتَاب التَّوْحِيدِ
[22] -
صحيح البخاري - (ج 20 / ص 216 - 6067) كِتَاب الرِّقَاقِ بَاب صِفَةِ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وفي (ج 23 / ص 40 - 6964) كِتَاب التَّوْحِيدِ بَاب
كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وصحيح مسلم - (ج 13 / ص 458 -
5057) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب إِحْلَالِ
الرِّضْوَانِ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلَا يَسْخَطُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا
[23] - تفسير القرطبي - (ج 9 / ص 313)
[24] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 476 - 5069) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب فِي دَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ و قَوْله
تَعَالَى:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[25] -
صحيح البخاري - (ج 19 / ص 236 - 5759) كِتَاب الِاسْتِئْذَانِ بَاب بَدْءِ
السَّلَامِ وصحيح مسلم - (ج 13 / ص 485 - 5075) كِتَاب الْجَنَّةِ
وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ
أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ
[26] -
سنن الترمذي - (ج 9 / ص 97 - 2468) كِتَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاب مَا جَاءَ فِي سِنِّ
أَهْلِ الْجَنَّةِ
[27] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 476 - 5069) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب فِي دَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ و قَوْله
تَعَالَى:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[28] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 475 - 5068) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب فِي دَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ و قَوْله
تَعَالَى:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[29] - شعب الإيمان للبيهقي - (ج 10 / ص 262 - 4559) فصل في ذم كثرة النوم تحقيق الألباني:(صحيح) انظر حديث رقم:6808 في صحيح الجامع.
[30] -
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 24 - 3007)كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ بَاب مَا
جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ وصحيح مسلم - (ج 13 / ص
469 - 5064) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب
أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ
الْبَدْرِ وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[31] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 468 - 5063) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[32] -
صحيح البخاري - (ج 20 / ص 208 - 6060)كِتَاب الرِّقَاقِ بَاب يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وصحيح مسلم - (ج 1 / ص 489 -
318) كِتَاب الْإِيمَانِ بَاب الدَّلِيلِ عَلَى دُخُولِ طَوَائِفَ مِنْ
الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ
[33] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 469 - 5064) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[34] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 472 - 5066) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب فِي صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا وَتَسْبِيحِهِمْ
فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
[35] - فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 30)
[36] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 472 - 5066) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب فِي صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا وَتَسْبِيحِهِمْ
فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
[37] - مسند أحمد - (ج 39 / ص 269 - 18469) وصحيح الترغيب والترهيب - (ج 3 / ص 266
- 3739 ) (صحيح)
[38] - فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 30)
[39] - التذكرة للقرطبي[ جزء 1 - صفحة 548]
[40] -
شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 219) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ
نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب فِي صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا
وَتَسْبِيحِهِمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
[41] -
شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 219) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ
نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب فِي صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا
وَتَسْبِيحِهِمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
[42] -
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 23 - 3006) كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ بَاب مَا
جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ وصحيح مسلم - (ج 13 / ص
471 - 5065)كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب فِي
صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا وَتَسْبِيحِهِمْ فِيهَا بُكْرَةً
وَعَشِيًّا
[43] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 468 - 5063) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا
وَأَهْلِهَا بَاب أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[44] - سنن الترمذي - (ج 9 / ص 82 - 2459)كِتَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَاب مَا جَاءَ فِي صِفَةِ جِمَاعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
[45] - مسند أحمد - (ج 39 / ص 269 - 18469)
[46] - المعجم الكبير للطبراني - (ج 19 / ص 132 -313)
[47] - صحيح البخاري - (ج 9 / ص 362 - 2587) كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَاب الْحُورِ الْعِينِ وَصِفَتِهِنَّ وفي (ج 20 / ص 232 - 6083)كِتَاب الرِّقَاقِ بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
[48] - تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 14) سورة الصافات
[49] - تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 14) سورة الصافات
[50] - لم نعثر عليه
[51] - تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 504) سورة الرحمن
[52] -
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 23 - 3006 )كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ باب مَا
جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ. وصحيح مسلم - (ج 13 /
ص 471 - 5065) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب
فِي صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا وَتَسْبِيحِهِمْ فِيهَا بُكْرَةً
وَعَشِيًّا
[53] - سنن الترمذي - (ج 9 / ص 78 - 2456) كِتَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَاب فِي صِفَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ كِتَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[54] - مسند أحمد - (ج 23 / ص 335 - 11290) وضعيف الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 250)
2213 - (ضعيف)
[55] - تفسير الطبري - (ج 22 / ص 52) سورة الدخان
[56] - حادي الأرواح [جزء 1 - صفحة 151]
[57] - لم نعثر عليه
[58] - تفسير الطبري - (ج 1 / ص 396) سورة البقرة
[59] - تفسير الطبري - (ج 1 / ص 396) سورة البقرة
[60] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 152]
[61] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 152]
[62] - حادي الأرواح[جزء 1 - صفحة 153]
[63] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 152]
[64] -
صحيح ابن حبان - (ج 30 / ص 332 - 7526) كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن
مناقب الصحابة ، رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين ذكر
الإخبار بأن المرء من أهل الجنة إذا وطئ جاريته فيها عادت بكرا كما كانت.
والسلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 9 / ص 131) ( 3351) (الصحيحة)
[65] - فقه اللغة - (ج 1 / ص 8)
[66] - النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 232) مادة {دحم}
[67] - تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 504)
[68] - تفسير السعدي - (ج 1 / ص 833) سورة الواقعة
[69] - تاج العروس - (ج 1 / ص 1472) غنج
[70] - أبجد العلوم[ جزء 2 - صفحة 392]
[71] - حادي الأرواح [جزء 1 - صفحة 149] الباب الثالث والخمسون في ذكر نساء أهل الجنة وأصنافهن وحسنهن وأوصافهن
[72] - المعجم الكبير للطبراني - (ج 11 / ص 364) والمعجم الأوسط - (ج 11 / ص 146 - 5074) والمعجم الصغير- (ج 2 / ص 360 - 735) تحقيق الألباني:(صحيح) انظر حديث رقم:1561 في صحيح الجامع.
[73] -
صحيح البخاري - (ج 9 / ص 362 - 2587) كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَاب
الْحُورِ الْعِينِ وَصِفَتِهِنَّ وفي (ج 20 / ص 232 - 6083)كِتَاب
الرِّقَاقِ بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
[74] - تفسير ابن كثير - (ج 6 / ص 582) سورة يس
[75] - سنن الترمذي - (ج 9 / ص 82 - 2459)كِتَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَاب مَا جَاءَ فِي صِفَةِ جِمَاعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
[76] -
سنن الترمذي - (ج 4 / ص 407 - 1094) كِتَاب الرَّضَاعِ بَاب مَا جَاءَ فِي
كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى الْمُغِيبَاتِ وسنن ابن ماجه - (ج 6 / ص 168
- 2004) كِتَاب النِّكَاحِ بَاب فِي الْمَرْأَةِ تُؤْذِي زَوْجَهَا ومسند أحمد - (ج 45 / ص 78 - 21085) والسلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 1 / ص 334 - 173) - (صحيح)
[77] -
صحيح البخاري - (ج 15 / ص 140 - 4501) كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ
بَاب{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}وصحيح مسلم - (ج 13 / ص 479 - 5071
) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب فِي صِفَةِ
خِيَامِ الْجَنَّةِ وَمَا لِلْمُؤْمِنِينَ فِيهَا مِنْ الْأَهْلِينَ واللفظ
لمسلم
[78] - المعجم الكبير للطبراني - (ج 19 / ص 132 -313)
[79] -
صحيح ابن حبان - (ج 30 / ص 332 - 7526) كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن
مناقب الصحابة ، رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين ذكر
الإخبار بأن المرء من أهل الجنة إذا وطئ جاريته فيها عادت بكرا كما كانت
والسلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 9 / ص 131) ( 3351) (الصحيحة)
[80] - سنن الترمذي - (ج 6 / ص 226 - 1586) كِتَاب
فَضَائِلِ الْجِهَادِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَاب فِي ثَوَابِ الشَّهِيدِ صحيح وضعيف سنن الترمذي - (ج 4 / ص
163) تحقيق الألباني:صحيح أحكام الجنائز ( 35 - 36 ) ، التعليق الرغيب ( 2 /
194 )
[81] - صحيح مسلم - (ج 1 / ص 436 - 275) كِتَاب الْإِيمَانِ بَاب أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا
[82] - سنن الدارمي - (ج 9 / ص 86 - 2888)
[83] - سنن الترمذي - (ج 10 / ص 500 - 3135) كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاب وَمِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ صحيح وضعيف سنن الترمذي - (ج 7 / ص 211)تحقيق الألباني:صحيح الإسناد
[84] - صحيح مسلم - (ج 13 / ص 467 - 5062 ) كِتَاب
الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَاب أَوَّلُ زُمْرَةٍ
تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ
وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[85] - لم نعثر عليه
[86] - المعجم الكبير للطبراني - (ج 17 / ص 56 - 18928) ضعيف الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 103) 1604 - (منكر)
[87] - التذكرة للقرطبي[ جزء 1 - صفحة 560] باب إذا ابتكر الرجل امرأة في الدنيا كانت زوجته في الآخرة
[88] - المعجم الأوسط للطبراني - (ج 7 / ص 218 - 3248) والسلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 3 / ص 275) 1281 - (صحيح)
[89] - طبقات المحدثين بأصبهان [ جزء 4 - صفحة 36]
[90] - الشمائل المحمدية للترمذي - (ج 1 / ص 272 - 238) مختصر الشمائل - (ج 1 / ص 128)
( حسن )
[91] - لم نعثر عليه
[92] - لم نعثر عليه
[93] - صحيح البخاري - (ج 1 / ص 50 - 28)كِتَاب الْإِيمَانِ بَاب كُفْرَانِ الْعَشِيرِ وَكُفْرٍ دُونَ كُفْرٍ
[94] -
صحيح البخاري - (ج 2 / ص 3 - 293) كِتَاب الْحَيْضِ بَاب تَرْكِ
الْحَائِضِ الصَّوْمَ وفي (ج 5 / ص 305 - 1369) كِتَاب الزَّكَاةِ بَاب
الزَّكَاةِ عَلَى الْأَقَارِبِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:(لَهُ أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَالصَّدَقَةِ) وصحيح مسلم
- (ج 1 / ص 225 - 114) كِتَاب الْإِيمَانِ بَاب بَيَانِ نُقْصَانِ
الْإِيمَانِ بِنَقْصِ الطَّاعَاتِ وَبَيَانِ إِطْلَاقِ لَفْظِ الْكُفْرِ
عَلَى غَيْرِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ كَكُفْرِ النِّعْمَةِ وَالْحُقُوقِ
[95] -
صحيح مسلم - (ج 13 / ص 282 - 4921) كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ
وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ بَاب أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ
الْفُقَرَاءُ وَأَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ النِّسَاءُ وَبَيَانِ الْفِتْنَةِ
بِالنِّسَاءِ
[96] - صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 2178 - 2834)كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم
[97] - صحيح مسلم - (ج 13 / ص 467 - 5062) كِتَاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا
بَاب أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[98] - سنن الترمذي - (ج 9 / ص 179 - 2527) كِتَاب صِفَةِ جَهَنَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَاب مَا جَاءَ أَنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ النِّسَاءُ
[99] - حادي الأرواح[ جزء 1 - صفحة 85]
[100] - صحيح البخاري - (ج 1 / ص 50 - 28) كِتَاب الْإِيمَانِ بَاب كُفْرَانِ الْعَشِيرِ وَكُفْرٍ دُونَ كُفْرٍ وفي (ج 4 / ص 173 - 993) كِتَاب الْجُمُعَةِ بَاب صَلَاةِ الْكُسُوفِ جَمَاعَةً وفي (ج 16 / ص 202 - 4798) كِتَاب النِّكَاحِ بَاب كُفْرَانِ الْعَشِيرِ
[101] - لم أعثر عليه
اقرأ بعده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق